و”لقادر” ..قَدَر “نص مسرحي”.  {الفصل الأول :سقوط “قادر”. }       

*توضيح* تستخدم(-) لمواقع الحوار. وتستخدم(*) للمشاهد التمثيلية وأمّا [*] فتستخدم لتوضيح المؤثرات المسرحية سواء صوتية أم ضوئية.

*في ليلة ماطرة خرج السيِّد: “يحيى قادر” مالك إحدى أكبر شركات الرداء والملابس في البلدة متفقدا مصنعه الرئيسي في وسط المدينة كعادةٍ أسبوعيِّة يمارسها كلّ ليلة ثلاثاء ، وحين خروجه كان رجل بقبعة ومعطف طويل في انتظاره ، فدوَّى صوتُ طلقٍ ناري ضواحي الشارع موقظاً حالمِي اللّيل من نومهم … سقط على أثره”قادر” أرضًا.[*يغلق الستار لتجهيز المشهد التالي*]

* دخل “حازم” مساعد مُفوِّض الشّرطة مكتب مديره مندفعًا حاملًا في يده العديد من الملفات : سيدي الرئيس ، ماذا نفعل؟! لم نكلف أيّ أحد في قضية “قادر” ، التي هي حديث النّاس ، لهذا أتيت ومعي العديد من الخطط لحلّها ، أعتقد أنه يجب علينا اختيار الرجل المناسب لهذه القضية لذلك يجب أن يكون….

-استمر “حازم” في سرد مقترحاته لمُفوِّضه الذي لم يكن مصغيًا ، التف كرسي”عارف “(المفوض، ذو الشارب الأبيض وتجاعيد السّنين) مواجهًا مساعده ليقول بكلِّ برود: دقيقة عزيز..أعاودك بعد فترة ، إذًا مالجديد “حازم”؟! سمعتك داخلًا بحماسك المعتاد وكأنَّك تتكلّم عن حادثة “قادر” ، أوه أحزنني خبر وفاته كثيرًا فعِوَضًا عن كونه أحد أهم رجال البلدة وقادتها ، كان رجلًا عرفته شخصيًا ، آه لو تعرف يا”حازم” كم كان متواضعًا على الرّغم من كلِّ تلك الثّروة…

-قاطع “حازم” مديره بقوله: نعم ، كلنا في حزنٍ سيدي ولكن هل تعرف من هو سعيد؟! رجلٌ ارتكب تلك الجريمة البشعة وفرَّ هاربًا ، وسيبقى سعيدًا إن لم نكلف محققًا ليكشفه ويرميه بالسّجن فما رأيك أن نختار واحدًا الآن؟!!!. 

-رد “عارف” : أنت دائمًا هكذا قلق وجديّ فوق الحاجة لن تتغير، هذه القضية أمرها بسيط إن شاء الله ، أنا أعرف رجلًا واحداً فقط سيحلّ اللّغز ، هيَّا حوِّلها لمكتب “فريد” فورًا .

-سارع “حازم” مُلبيًا أوامر مُفَوِّضه لمكتب “فريد” ، وحين وصوله وجد المكتب خالٍ، هل يعرف أحدكم أين “فريد”؟؟ قال “حازم” سائلًا 

– ليس هنا حاليًا لديه موعد مع طبيب نفسي، ردّ بذلك شابٌ قصير.

– استغرب “حازم” من المجيب فقال: ومن أنت للإجابة عن هذا السؤال؟!-

– ردّ القصير: أنا “ثامر” متدرّب جديد لدى السيِّد “فريد” الذي سيعود بعد قليل –

– بعد كلام “ثامر” فورًا دخل المقرّ “فريد” عائدًا .

-“حازم”:أهلاً بالمتأخّر هيّا عجِّل لمكتبك لديك الكثير من العمل الشّاق لاوقت للّهو –

– “فريد”: دعني أُخمِّن لدي قضية قتل غامضة عليّ حلُّها!؟ .

-“حازم” : طبعًا ومن غيرك ، بالتأكيد سمعت عن قضيه “قادر” ملفها على مكتبك هيَّا فُكَّ لغزها الكلّ ينتظرك.

– “فريد”: هيّا “ثامر” أمسك الملف واتبعني . 

*وانطلق المحقق”فريد” ومساعده “ثامر”لمسرح الجريمة ، وقت وصولهم سقطت نظرات “فريد” على الجثة وبدأ يتفحصها إلى أن وجد مكان الطّلق الناري في قلب الضّحيّة.

– وما كان ل”فريد” إلَّا أن يقول : إذا رصاصة في القلب بالتّأكيد أن.. 

-قاطعه “ثامر”بقوله: بالتّأكيد أن القاتل يحمل ضغينة شخصية على الضّحيّة فرصاصة القلب دليل على الكراهيّة!!.

– استغرب”فريد” من قول متدربه فقال: كنت سأقول أن القاتل أراد الخلاص من الطلقة الأولى!!! ولكن مالذي يجعلك تقول هذا؟!!.

-“ثامر” : لاشيء فقط أن أغلب من يطلق في القلب لا يفعلها إلّا وهو حاقد!! .

-“فريد”: رأيٌ عجيب، ولكن ماتفعله أولًا في مسرح الجريمة هو تحليل طريقة وكيفية القتل ، ومن ثم يبدأ التحقيق العميق، هيَّا خذ هذا المتر وقس به المسافه بين الجثّة و ذلك الممر .

– استغرب “ثامر” من طلب مديره فقال متسائلًا : ولِمَ أفعل ذلك؟!! لِمَ أنت متأكّد أنّ القاتل كان مختبئًا وراء تلك الزاوية؟!!! .

-ضحك “فريد” ساخرًا ثم قال:كم أنت عجيب يا”ثامر” قبل قليل كنت بسيطًا في قولك أن رصاصة القلب دليل على الكراهية ، والآن أصبحت معقَّدَ التفكير!! ؛ واحدة من الطرق المحتملة للحادثة أن القاتل كان ينتظر خروج “قادر” ولنختبر احتمالها يجب أن نقيس المسافة ومع تحليل الجثّة نعرف نوع الرّصاصة بل وحتى نوع السّلاح، الآن افعل ماطلبته منك وخذ المتر وقس!!.

-“ثامر”: حاضر سيدي وعذرًا!.

*همَّ “فريد” بالتجوِّل مع مساعده حول المكان .

-قدم لهم أحد أفراد الشّرطة راكضًا قائلًا: سيدي! سيدي! لقد وجدنا شخصاً يزعم بأنه شاهد عيان!! .

*فرح “فريد” لسماع الخبر وتبع فرد الشّرطة متلهفًا لملاقاة هذا الشاهد توقف فرد الشرطة وأشار بسبّابته إلى رجل طاعن في السّن ، أشعث الشعر ، كثيف اللّحية ، ذو ملابس عثَّة ممزقة . 

-تَعَجَّبَ “فريد”: هذا شاهدك؟!!.

 -نعم سيدي ، يزعم هذا الرجل بأنّه كان هنا وقت الحادثة!! ردّ بذلك فرد الشّرطة .

– “فريد”: إذًا أنت شاهدنا!، يقول لي زميلي أنّك شهدت ماحدث البارحة، هل كلامه صحيح عمِّي؟؟.

– قال كثيف الّلحية بصوتٍ عالٍ: نعم!نعم! كنت هنا رأيت ذلك الرجل يسقط أرضًا بعد صوت انفجارٍ عالٍ ومن ثم مشى رجل يرتدي قبَّعة دائرية ومعطف طويل وذهب ليسرق قفَّازات الرجل الساقط!! .

– زاد تَعجُّب “فريد” وسأله : وهل كان ذو القبعة ينتظر لفترة ؟.

– ردّ بنفس الطريقة: نعم! نعم! كان هناك في ذلك الممّر يلمع سلاحه!!.

-“فريد”: ممتاز ممتاز شكرًا ياعم معلومات جيِّده أفدتنا بها ، لا تذهب بعيدًا عنا قد نحتاجك مّرة أخرى ، هيّا خُذهُ وأعطه بعضًا من المال ، قالها فريد آمرًا فرد الشرطة ثم أكمل حديثه ل”ثامر”: الآن ، حان الوقت للرّجوع إلى المكتب حيث يحلّل فريق الطبّ الشّرعي الجثّة حينها نبدأ عملية جمع المعلومات ونبدأ التحقيق الحقيقي، ثم استمرّ بالمشي .

 -أوقفه “ثامر” وقال: حقًا أتصدق كلام ضعيف العقل ذاك!!. 

-أكمل “فريد” مشيه وقال: ماعليك من هذا نتكلم فيه لاحقًا ، هيَّا!! إلى المكتب .[*يغلق الستار لتجهيز الفصل التالي*].

Leave a comment